مختصر من الموروث الأخلاقي.... ✒ علي سعدون المنصوري
September 13, 2023 at 10:29 pm,
No comments
📜مختصر من الموروث الأخلاقي
للعرب قبل الإسلام
✒ علي سعدون المنصوري
------------------------------------
الجزء الثالث
إستمرار الکرم
واشتهر من قريش ثلاثةٌ من أجواد العرب، قيل لهم أزواد الركب، ولم يسم بذلك غير هؤلاء الثلاثة؛ لأنهم كانوا إذا سافروا لم يتزود معهم أحد، وهم: مسافر بن أبي عمرو من بني عبد شمس، وأبو أمية المغيرة من بني مخزوم، وزمعة بن الأسود بن المطلب.
كما كان عبد الله بن جُدْعَانَ التيميُّ، صاحب حلف الفضول، من الكرماء الأجواد قبل الإسلام، وقد جهّز ألفا من بني كنانة في حرب الفجار، وكانت له جِفَان، أو جفنة، كبيرة يأكل منها القائم والرَّاكب على بعيره. وذكروا أنه كان يطعم التمر والسويق (الطعام المعمول من دقيق الحنطة)، ويسقي اللبن.
وقد مدحته العرب بأحسن المدائح، وقال فيه أمية بن أبي الصلت:
أأذكر حاجتي أم قد كفاني
حباؤك إن شيمتك الحباءُ
إذا أثنى عليك المرء يوما
كفاه من تعرضه الثناءُ
والحِبَاءُ: أي العَطاء، أو ما يُكْرِم المرءُ به صاحبَه، ولقد قال ابن جُدْعَان واصفا كرمه وجوده:
لا أحبسُ المالَ إلَّا ريث أتلفه
ولا تغيِّرني حالٌ عن الحالِ
وعندما كبر سنه، منعه بنو تيم أن يعطي شيئًا مِن ماله، فكان إذا أتاه الرجل يطلب منه قال له: ادن منِّي، فإذا دنا منه لطمه، ثمَّ قال: اذهب فاطلب بلطمتك أو تُرضى، فترضيه بنو تيم من ماله. وفيه يقول القائل:
والذي إن أشار نحوك لطمًا
تبع اللَّطم نائلٌ وعطاءُ
وكان من كرم العرب أيضا أنهم كانوا يتحملون عن طيب خاطر الديّات الكبيرة عن القتلى حقنا للدماء، وإيثارا للسلامة، وتخفيفا عن ذوي العسرة من أبناء قبائلهم، وكانوا يتنافسون في ذلك ويعتبرونه من دلائل الشرف والمروءة، وقد عبّر عن ذلك الأخنس بن شريق، من بني زهرة، فقال: « تنازعنا نحن وبنو مناف الشرف، أطعموا الطعام فأطعمنا، وحملوا الديّات فحملنا، وأعطوا فأعطينا فكنا كفرسي رهان».
یُتبع...
-------------
اٮوحسےں